المقالات

منهجية "Agile” (أجايل) المرونة في عصر السرعة

Image placeholder

د. عبدالملك محمد ملهي

الرئيس التنفيذي


"Agile” (أجايل) مصطلح إنجليزي وهو عبارة عن كلمة واحدة تعني "ذكي أو رشيق" وليس كلمة مركبة من عدد من الأحرف لتختصر اسما مركبا كما هو الحال في كثير من المصطلحات/ فقد ورد في قاموس المعني ما يلي: (1)
أَلْمَعِيّ؛ حَرِك؛ خَفِيف؛ ذَكِيّ؛ رَشِيق؛ فارِه؛ نَشِيط: Agile: (adjective): able to think very quickly and intelligently
وتُعَدُّ “Agile” واحدة من أحدث وأفضل الطرق الناجعة لتطوير البرمجيات وإدارتها خلافا للطرق التقليدية والكلاسيكية في إدارة المشاريع أو ما يعرف بـ waterfall.، كما أنها من أهم المنهجيات التي تمكن فرق العمل من الإبداع والابتكار لأنها في الأساس قائمة على مبدأ الحرية في التصرف والصلاحية للقائد فريقه، وعلى مدى ذكاء الفريق ومهاراته وإمكانياته.
Agile  ظهرت كمصطلح رسمي في العام 2001م، كواحدة من أحدث وأفضل الطرق الناجعة لتطوير البرمجيات وإدارتها عبر فرق عمل رشيقة لا تعتمد على التنظيم الهرمي خلافا للطرق التقليدية والكلاسيكية في إدارة المشاريع أو ما يعرف بـ waterfall.، وهي تعتمد منهج تقسيم المشكلة أو النشاط إلى أجزاء ثم يعمل كل فريق على جزء ثم يعمل الجميع على تكامل الحلول لتشكيل الحل النهائي.
ومع ذلك يميل كثير من الباحثين إلى أنها فلسفة ومنهجية تفكير تمنح القيادة في أي مؤسسة فرصة قبول التغيير وجعله ثقافة مؤسسية قائمة على فكر له مبادئه وتتمكن من خلال ذلك نشر هذا المفهوم لتغيير قناعات الأفراد وبناء روح العمل الجماعي، ولعل شركات كبرى، مثل: (SAP) ، وشركة (3M) وشركة (USAA) للبرمجيات وغيرها من الشركات الكبرى قد نجحت إلى حد كبير في تطبيق هذه الفلسفية وحولتها إلى منهجية عمل وفرق منتشرة في كثير من الأنشطة فهذه الأخيرة بلغ عدد الفرق فيها حوالي 55 فريق وخططت لإضافة (100) فريق خلال 2018م(2)، وخاصة تلك التي تقترب من العملاء وأصبحت تلك الشركات مثالا لغيرها من الشركات التي ترغب في تطبيق هذه الفلسفة كبديل غير كامل للهياكل التنظيمية التقليدية نظرا لأن بعض الأنشطة لا يصلح معها تطبيق أجايل.
وقد انتشرت في الآونة الأخيرة وتوسع استخداماتها لتشمل الإدارة، التسويق، الموارد البشرية، وغيرها، وقد قامت آجايل على أساس عدد من المبادئ الضامنة لنجاحها: (3)
1. الأفراد وتعاملهم فيما بينهم مهم أكثر من المنظومات والأدوات.
2. البرمجيات الصالحة للاستعمال مهمة أكثر من التوثيق الكامل.
3. تعاون ومشاركة العميل أهم من التفاوض حول العقد.
4. الاستجابة للتغييرات أهم من الالتزام بمخطط عمل محدد.

وخلاصة القول:  إن هذه الفلسفة أو المنهجية إن صح التعبير لها تجارب ناجحة في كبريات الشركات العالمية المذكورة آنفا وبالتالي فلا خوف لأصحاب المنظمات من تجربتها على أن يتم أولا تشرب مبادئها وتوليد القناعة بها على رأس الهرم (مجلس الإدارة) والقيادات التنفيذية العليا ثم يتم تهيئة وحدة إشرافية مقتنعة ومدربة على المنهجية تقوم بالتهيئة والتدريب التوعوي ثم تقوم بإشراف القيادة العليا ومجلس الإدارة بترتيب الأولويات التي ينبغي أن تدار بهذه المنهجية، ثم تبدأ العمل وتكون قريبة جدا من تلك الفرق لدعمها وتحفيزها وحل مشكلاتها؛ لأن الهيكل التقليدي كما يركد ذلك الكثير من الباحثين قد لا يكون هو الأنسب للمنظمات في عصر العولمة والتغيرات اليومية والتنافس الحاد على الأسواق والتسارع المستمر في حركة التطوير وثورات التقنية والتنافس على تلبية الرغبات المتوالدة لدى جمهور المستهلكين على مستوى العالم الذي أصبح قرية واحدة.
وقد لا يكون من المناسب أن تتأخر مؤسساتنا العربية في الأخذ بالأفكار الجديدة وتطويرها بل قد يكون من المعيب جدا أن تبدأ التنبه لمثل هذه المنهجيات والأفكار بعد قرن من الزمان كما حصل في التعامل مع منهجيات ونظريات سابقة والتي بدأت في الغرب منذ مطلع الـستينات والسبعينيات من القرن العشرين ومؤسساتنا لا تزال تدرس اليوم إمكانيات تطبيقها، مثل: منهجية بطاقة الأداء المتوازن ومنهجية الجدارات وغيرها، بل إن الكثير من المؤسسات ربما لم تطبقها أو لم تسمع بها أصلا، ولعل بعض من طبقها لا يزال يعاني من إشكاليات التطبيق وعدم وجودة المخرجات لعدد من الأسباب لعل من أهمها ضعف البنى التحتية وضعف الفكر والثقافة المؤسسية وضعف المرونة لتقبل التغيير لدى القيادات العليا والوسطى والدنيا.

1.قاموس المعاني: https://www.almaany.com
2. مجلة Harvard Business Review العربية، العدد 15- 2018م، ص: 50
 3. الموقع الرسمي للمهندس خالد إبراهيم: https://khaliid.com