المقالات

يقول الله عز وجل واصفا الماء المالح والماء العذب حين يلتقيان "بينهما برزخ لا يبغيان" ثم يقول في الآية التي بعدها يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان" وهنا إشارة لطيفة بديعة الجمال التقطها أحد الدعاه فصاغها في خطبة كاملة ملخصها بأنه يمكن أن نفهم من هذه الآية الكريمة إشارة بأن وجود الانضباط والنظام الحياتي في المجتمعات واحترام تطبيقه يؤدي بالضرورة إلى إيجاد بيئة تساعد على ظهور جواهر  وإبداع وابتكارات  أبناء تلك المجتمعات. "فحين وجد النظام خرجت الكنوز"
في المقابل فإن من المعلوم بداهة بأن أنعدم أو ضعف النظم الحياتية أو غياب احترامها أوتعمد مخالفتها يؤدي بالضرورة إلى فوضى في المجتمعات، ولعل هذا يعد سببا رئيسا في منع أو الحد من ظهور  الإبداع والابتكار، بل ربما يظهر الإبداع ولكن لإدارة النزاع و الصراع وليس للنماء والإمتاع. وهنا أشير مختصرا  بأن هذا المعنى اللطيف مما ينبغي على قيادات المنظمات والشركات فهمه وإدراكه، ذلك أن ما ينطبق على المجتمعات في هذا الأمر ينطبق على الشركات باعتبارها مجتمعات مصغرة، فمكونها الأساس هم أبناء المجتمع. ولذلك ينبغي على العمل وقيادات المنظمات إيجاد نظم وأدلة عمل عادلة وملائمة ومرنة في منظماتهم، ثم عليهم أن يكونوا هم قدوة في الإمتثال لها والعدالة في تطبيقها وتحديها كلما دعت الحاجة حتى يتقبلها الموظفي، ثم على الموظفين أيضا واجب الإلتزام بها واحترام تطبيقها ليحصدا معا كنوز وجواهر التميز و الإبداع والابتكار الفردي والمؤسسي في بيئة العمل.