المقالات

بنك الحب من يملأ رصيده ؟

Image placeholder

د. عبدالملك محمد ملهي

الرئيس التنفيذي

نصيحتي لكل زوج وزوجة .. أن لا تنظرا إلى سير الحياة اليومية نظرة مثالية مفادها أنها مفروشة بالورود وأنه لن ينمو الحب بينكما إلا بتوافر المال وخلو حياتكما 100 % من المشاكل، هذه المثالية لن تكون أبدا إلا في الجنة أما هنا فإن طبع الحياة التحديات والمصاعب، وبناء الحب بين الزوجَين يقتضي مراعات كل منهما لما يلي:

  • التعاون على الحياة بينكما كل بأداء دوره حسب طاقته وبما يسر الله له من مواهب، وعلى كل واحد ألا يطالب الآخر أو يضغط عليه لعمل شيء لا يقدر عليه أو لا يستطيعه.
  • كسب الثقة بينكما أمر في غاية الأهمية وخصوصا للمرأة فإنها إن وثقة في زوجته تجدها مخلصة معه ومستعدة للعيش معه أينما يريد.
  • أن يقصر الرجل أطماعه في النساء عليها بجدية تامة امتثالا لأمر الله تعالى أولا وإخلاصا لشريكته ثانيا، وكذلك المرأة وأن لا يصير موضوع الزواج بالثانية أمرا يتحدث فيه الرجل امام زوجته ليغيضهما او يمزح معها فيه سواء وحده أو امام الآخرين، في المقابل عليك كزوجة أن تبتعدي عن كلمة (طلقني) تماما وألا تستخدم مهما وصلت المشاكل بينكما.
  • ترك المزاح الزائد أمام الناس من أقرباء, وأصدقاء لأن ذلك مدعاة لظهور مشاكل بسبب الحسد الذي سيدفع أحد ما بان يؤجج المزاح ليجعل أحد الزوجين يطلق كلمة مزاح على الآخر تكون ثقيلة فيرد الآخر وهنا يتحول المزاح إلى جد ومشكلة تقضي على المحبة بين الزوجين.
  • التفاهم واللين بينهما بحيث يحاول كل طرف أن يتفهم الآخر ويحنو عليه ويراعي مشاعره، كما يجب أن يكون كل منهما لين في مواقفه تجاه الآخر فلا يكون قاسيا أو متصلبا في مواقفه او معاندا وإلا توقفت الحياة ببنهما لأتفه الأسباب.
  • أن يتذكر أحدكما الآخر في المناسبات المختلفة بتهنئة أو حفلة أو هدية أو يصنع له مفاجأة سارة بين وقت وآخر، فذلك مدعاة لتنمية بنك الحب بينكما.
  • الحنو على الآخر إذا مرض أو تعب وملاطفته وخدمته والجلوس إلى جانبه وإبداء الخوف عليه حقيقة دون تصنع او تمثيل له أثر السحر على الحبيب أو الحبيبة.
  • إبداء التلهف والاهتمام إذا غاب الزوج او الزوجة لأي سبب ومحاولة التواصل معه وإشعاره بأنه مركز اهتمامه وإظهار ألم الفراق وحرارة الاشتياق مما يولد سعادة لامثيل لها عند الطرفين.
  • أن يركز كل من الزوجين على مزايا الآخر ويعمل على مدحها ويتناسى عيوب الآخر ويعمل على إزاحتها من ذهنه تماما فالكمال وحده الله تعالى في مقابل ذلك على كل واحد أن يتقرب إلى الآخر بفهم عيوبه ومحاولة علاجها إن كانت مما يمكن علاجه مثل التكاسل أو العناد أو قلة الصبر أو عدم الاهتمام بالنظافة او النظام ..الخ، فذلك مما يسعد الآخر.

كما يجب أن تعلما علم اليقين بأنه لا بد لكل منكما أن يفهم بأن الطرف الآخر له صفاته وسماته التي ينبغي مراعاتها عند التعامل معه، فمن الخطأ ان يعتقد الزوج أن الزوجة يجب أن تكون بنفس صفاته وسماته أو أن تعتقد الزوجة أن الرجل ينبغي أن يكون كذلك بالنسبة لها. ثم إن طبع الحياة تقتضي وجود المشاكل اليومية ولن يوجد أو ينمو حب بلا مشاكل بل إن وقود نمو الحب بينكما وجود مشاكل الحياة حيث إن خوفكما على بعضكما وتفاهمكما وتعاونكما وجلوسكما معا للنقاش ونجاحكما في تجاوز تلك المشكلات هو الذي سينمي ذلك الحب ويجعله متينا، ولو رأيتم أزواجا كبارا في السن يحبان بعضهما وسألتموهما عن ذكرياتهما لسردا قصصا من الكفاح خاضاها معا تتعجبان منها، وتصبح تلك المشكلات وكأنها المادة اللاصقة التي توضع بين لبنات البناء كي تثبته.

وقبل الخلاصة أقول إن بعض الزوجات أو بعض الأزواج قد لا يعطيهم الله المقدرة على الكتابة أو المهارة في التعبير وبالتالي على الطرف الآخر ان يتفهم ذلك وأن لا يحزن أبدا او يقول هي او هو لا يحبني فهناك الكثير ممن يعبر بخبه بالفعل لأنه لا يحسن القول فترها مثلا إذا أصيب زوجها أو تأخر تصبح كالمجنونة خوفا عليه لكنها لا تحسن ان تقول له احبك وهنا يأتي دور الذي له قدرة على التعبير أن يعلم الآخر مع الأيام كيف يقول له أحبك وكيف يراسله عبر الجوال ويقبل منه أي شيء يكتبه ويشجعه على ذلك ومع مرور الأيام والتشجيع وإشعار الطرف الآخر بمدى سعادته من تقدم حبيبه في التعبير سيصل أو تصل هي إلى مستوى مناسب ويمكن استغلال فترات الفراق بسبب السفر لتنمية هذه المهارة.

وخلاصة ما أود قوله ومن تجربة مررت بها لثلاثين عاما كزوج وأب لخمسة أبناء: لكل زوج وزوجة عليكما أن تبنيا بنك الحب وأن تركزا أن لا يمر يوم إلا وتزيدا من رصيد حبكما فيه بابتسامة أو نظرة أو لمسة أو همسة أو كلمة أو تغاض عن موقف أو حركة غير مفضلة او هدية أو رسالة جوال، أو مدح ..الخ .. بذلك يصنع صرح حب يصير قصة تجدا لذة السعادة فيها وتفخرا بسردها لأحفادكما إلى ما شاء الله. تحياتي وتمنياتي لكل زوج وزوجة بالسعادة الدائمة