أريد أن أنجح أحقق ذاتي.. ولكن؟ كيف؟ وما لذي ينبغي علي فعله لأكون ما أريد؟؟!!-
-في خضمّ صخب الحياة، يقف الإنسان على مفترق طرق، حائرًا يبحث عن طريقه نحو النجاح وتحقيق الذات. إنها رحلةٌ شاقةٌ تبدو غامضةً ضبابية تتخللها التحديات. لكنّها رحلةٌ ضروريةٌ لا مفرّ منها، إنها رحلةٌ تُشكّل معالم الشخصية وتُحدّد مسار الحياة.
في هذا المقال، نُسلّط الضوء على تلك الرحلة، ونُقدّم خطواتٍ عمليةً تساعدك على اكتشاف ذاتك وتحقيق أهدافك. خطواتٌ تُسهم معك في تبديد الضباب، وتُنير دربك نحو مستقبلٍ مُشرقٍ مُزهر.
إن هذا السئوال الذي حمل عنوان هذا المقال، ربما تصعب إجابته على الكثير منا، باعتبار أن المستقبل غيب يعلمه الله وحده، بالإضافة إلى وجود عدد من العوامل التي قد تجعل التنبؤ بالإجابة صعبة المنال ولعل من تلك العوامل:
إن الأسباب المذكورة آنفاً ليست هي كل الأسباب فمن المؤكد وجود غيرها سواء عامة أو خاصة بالفرد أو المجتمع، ولعل ما يعنينا هنا أن نتطرق معا إلى ما ينبغي عليك عمله لكي تكون ناجحا ذلك النجاح الذي يحدث التغير الجذري أو يحدث ثورة إيجابية في حياتك سواء كنت فردا عاديا، موظفا ، طالبا، عاملا، تاجرا، مهندسا، معلماـ قائدا، مديرا، ...الخ. وذلك في ظل هذه العوامل التي لا تساعدك على خلق النجاح.
عزيزي: إن النجاح ليس مادة هلامية أو ضبابا لا يمكن الإمساك بها، بل إنه أمر محسوس في كل ما تنجزه في حياتك الشخصية والمهنية، فمجرد تمسكك بالقيم الدينية والمجتمعية القويمة نجاح، ونظرة التقدير التي تحملها لك عيون وقلوب الآخرين نجاح، انقضاء يومك دون مشكلات مع الآخرين (حتى وإن كنت نائما) يمكن أن يحسب نجاح. فالنجاح ليس صعبا وبإمكانك تحقيقه عشرات المرات في اليوم الواحد، حتى وأنت جالس في بيتك، لكن!؟
وأنت تقرأ ما سبق يمكن أن ينقدح في ذهنك سئوال مهم ينبغي أن تقف عنده وتتأمله جيدا وهو:
ما هو النجاح الذي تريده حقا وماهو النجاح الذي سيحقق لك حاجتك من الحياة؟
قد يعتقد البعض أن كسب المال وحده هو النجاح، وقد يبدو لك صحيحا للوهلة الأولى، ولكنه في الحقيقة ليس صحيحا على الإطلاق، فالمال ليس غاية وإنما هو وسيلة تتحقق من وراء النجاح في موضوعات الحياة المتنوعة والتي تكون سبباً لجلب الكثير منه، فصاحب صوت جميل إن استثمره بشكل جيد قد يدخل عليه المليارات، وصاحب موهبة في لعبة معينة إن اهتم بصقل موهبته قد تجعله يصبح مليونيرا، وقد تجد شاباُّ غنياًّ ولد لأب ثري لا يهمه أمر المال ولا كيف يكسبه بقدر ما يهمه تحقيق نجاح شخصي يرفع شأنه معنويا في المجتمع أو يخلد ذكره بين الناس.
وإذا فتحديد احتياجاتك من النجاحات هو الأساس الذي سيمكنك من تحقيقه، ولذلك ينبغي أن تجلس إلى ذاتك جلست هادئة وتتأمل فيها وفيما مضى من حياتك، وتسأل نفسك هذه القائمة المهمة من الأسئلة الذكية:
يحتاج الأمر منك إلى تكوين قائمة استبيان من خلال هذه التساؤلات وما يمكن أن تضيف عليها من خبراتك وحسب احتياجك، وأن تجيب عليها بإجابات مفتوحة وصريحة ودقيقة مع ذاتك، وبعد تكوين الإجابات التي تكون راضٍ عنها تماما؛ فإنك تحتاج إلى أن تشارك هذا النجاح (الحلم) مع أقرب الناس إليك ( زوجه، أب ، أم، أخ ، ولد ، صديق، مدرب، معلم ..الخ ) المهم أنك تثق به أنه سيشجعك ويسهم معك في إخراجه كخطة حياتية لتحوله إلى هدف محدد وواضح المعالم وتضع أمام كل إجابة قلت فيها أنه متوفر تماما لديك تضع كيفية ومتى ستستخدمه وأين وتكلفة الاستخدام. وفيما يخص كل ما يمكن توفيره أكتب مصادر التوفير الممكنة ومتى وأين وبكم؟ وماهو والحل البديل لو تعثر ذلك ومن أين ومتى وممن من وما تكلفته؟
وإن لم يكن متوفرا لديك أو لا يمكنك الحصول عليه فما الذي يجب عليك فعله لإيجاد بديل يساعد ولو بالحد الأدنى في إنجاح هدفك (النجاح الذي تأمله) ومن أين ومتى وممن وما تكلفته؟
ثم تحتاج إلى أن تجلس إلى شخص ذو خبرة في التخطيط لتحول معه ما سبق إلى خطة متكاملة تصنع من خلالها نجاحك الذي سيحقق لك تلك الآمال العريضة التي تتمناها.
وعليك أن تتذكر أن لكل شيء ثمن، وثمن الوصول إلى تحقيق نجاحك ( حلمك) هو الصبر والمصابرة والمثابرة وعدم الاستسلام للعقبات والمرونة في التعديل لما لا يمكن تحقيقه والمشاورة والتحديد الدقيق لما ترغب أن تفعله والقراءة (المعرفة) حول ما تريد أن تفعله (النجاح المأمول) والآخذ بالأسباب، مثل:
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
وفي الأمثال: من جالس جانس، والصاحب ساحب، والطبع لص، والطباع تسرق من بعضها.
كل ذلك بإذن الله سبحانه وتعالى سيوصلك إلى تحقيق ذلك الحلم الذي لم يكن واضحا لك وهاهو الآن أصبح خطة كاملة بين يديك وغدا ستراه بين يديك مستقبلا زاهرا مليئا بالخير والسعادة لك ولمن حولك وستجني ثماره وتكون بذلك قد حققت ذلك النجاح المأمول.
ولكن .. !؟ اعلم يقينا بأن النجاح ليس مقصد وغاية نهائية واحدة بل هو محطات لحظية ويومية وأسبوعية وشهرية وربع أو ثلث سنوية وسنوية تمكنه من أن يواصل الحياة ويحقق فيها المقصد النهائي الأسمى الذي أرداه الله سبحانه وتعالى لهذا الإنسان وهي إعمار الأرض كخليفة يليق بإرادة ربه سبحانه وتعالى الذي قال عنه " ولقد كرمنا بني آدم" فإياك أن تتخذه غاية وأن تسنى الغاية التي خلقك الله من أجلها.
فإليك أخي / أختي ممن لم يخطط أو لم يبدأ في ذلك .. هل قررت أن تبدأ الخطوة الأولى؟ .. فإذا كانت إجابتك بنعم .. أقول لك مبارك عليك النجاح مسبقا، وإن لا .. فمتى؟؟!! ولماذا التأجيل؟؟!! فالعمر فرصة واحدة ، وقطار العمل لا يتوقف والفرص لا تتكرر، والموت لا يمهل أحدا...؟
.. أرجو لك النجاح والتوفيق دائما وأبدا..